فالرب تعالى، يدرك المبصر والمسموع على الحقيقة التي ندركه عليها، ويتعالى عما تتصف به الحواس، والحدق، والأصمخة. كما يعلم من غير نظر واستدلال، ويقدر من غير فرض جارحة وأداة. فمن وصف الإله بما ذكرناه من تحقيق الإدراك، فقد وافق في المعنى.
ونحن نقطع باستحالة اتصافه بالإحساس والتحديق والإصاخة 1. فإن أنكر منكر كونه مدركا لحقيقة /الأشياء، فقد أثبت للمخلوق في الإحاطة والدرك مزية على الخالق، ولا خفاء ببطلان ذلك، وكيف يصح في العقل، أن يخلق الرب للعبد الدرك الحقيقي، وهولا يدرك حقيقة ما خلق للعبد إدراكه
في ط: وكما. في: ليست في ط.
في أ: الإحساس، والمثبت من ط.
كونه: ليست في ط. في ط: بحقائق.
1)الإصاخة: الاستماع والإنصات. لسان العرب ج 3 ص 35.