فهرس الكتاب
الصفحة 81 من 103

فهل تدرون بم أجاب؟

لقد قال: (( ذهب جمهور السلف إلى القول بوصولها وأيضاً ذهب عامة جمهور الشافعيّة إلى وصول الثواب , كما ذهب المالكية إلى ذلك , كما ذهب الأحناف إلى ذلك ) )ثم تابع قائلاً: (( لا خلاف في أنها جائزة , ولكن الخلاف هل يصل ثوابها أولا , والجمهور على أنه يصل ) ).

ثمّ تعرض للأدلّة التي يستشهد بها المخالفون له , وهي قوله تعالى: ? وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ? , فقال عنها (( إنها تتكلم عن شرع من قبلنا , ولا يصح الاستدلال بها ) )! ثمّ راح يفسّرها تفسيراً عجيباً من عند نفسه!

ثمّ قال: (( وأما استشهادهم , هداهم الله بقوله - صلى الله عليه وسلم - (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث ... ) )قلنا الحديث صحيح ولكن فهمكم سقيم )) !!

ثمّ ختم كلامه بقوله: (( وإذا لم يقتنع الإنسان لا يقرأ , ولكن لاُ ينكر على الآخرين , والمصيبة ليست في عدم القراءة .... لكن ليس لك أن تعترض على الآخرين , وأيضاً الذي لا يقول بجوازها لا ينبغي أن يعتبرها بدعة البدعة معصية في الاعتقاد ... الخ ) )انتهى

أقول: أنّ في جوابه من المغالطات والمجازفات الكثير!

أولها، أنه زعم أن جمهور السلف قالوا بوصول ثواب القراءة للميت! لكنه لم يذكر من هؤلاء الجمهور ولا من أين أتى بهذا الكلام!

والذي نعرفه من كلام علماء الإسلام خلاف ما زعمه!

قال الإمام النووي الشافعي (676 هـ) عند شرحه لحديث إذا مات ابن آدم: (( وأما قراءة القرآن وجعل ثوابها للميت والصلاة عنه ونحوهما فمذهب الشافعي والجمهور أنها لا تلحق الميت ) ). انتهى. شرح النووي على مسلم (6/ 94) .

وقال أيضاً: (( وأما قراءة القرآن فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل ثوابها إلى الميت ) ). انتهى. شرح النووي على مسلم (1/ 205) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام