15_ ويقول الجفري ص 64: في معرض السخرية والتهكم بالقائلين بوجوب الوضوء من أكل لحم الجمل (( جاء في رواية أخرى أن رجلاً كان أكل من لحم القعود ثمّ خرج منه ريح ... فلم يرد رسول - صلى الله عليه وسلم - أن يحرجه في المجلس ويقول له أنت خرج منك الريح , قال: (( من أكل لحم القعود فليتوضَّأ ) )أنتهى.
ثم ادّعى الجفري أنّ الإمام الشافعي عمل بهذه القصّة السخيفة.
والمطلوب من الجفري أن يكر لنا مصدر هذه الرّواية من كتب الحديث والسنّة المعتمدة!! لا من كتب القُصّاص.
وللعلم فإنّ أصل المسألة هو الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحة (1) عن جابر بن سمرة أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال (( إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ ) )قال أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: (( نعم فتوضأ من لحوم الإبل ) )قال أصلي في مرابض الغنم؟ قال: (( نعم ) )قال أصلي في مبارك الإبل؟ قال: (( لا ) ).
والحديث الذي رواه أبو داود في سننه (2) عن البراء بن عازب قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوضوء من لحوم الإبل فقال: (( توضَّؤوا منها ) )وسئل عن لحوم الغنم فقال (( لا توضؤوا منها ) )وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل فقال: (( لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين ) )وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم فقال: (( صلوا فيها فإنها بركةُ ) ).
فانظر كيف تحوّلت المسألة عند الجفري من أحاديث ونصوص نبويّة شريفة , إلى قصّة سخيفة لا أصل لها!
16_ وفي الصفحة 207 يقول الجفري: (( جاء في بعض الأخبار أن ما من موضع شبرٍ في الأرض إلا وقد سجد فيه إبليس فيه لله سجدة! وقد رقّاه الله حتى أذن له فأُصعِد إلى السماء ثم رُقي حتى أُدخل حظيرة المقرّبين ثم رُقِّي حتى صار رئيساً للمقرّبين ) )انتهى.
(1) كتاب الحيض , باب الوضوء من لحوم الإبل.
(2) سنن أبي داود (1/ 96) .