أولاً لذكر الكلام الصحيح الذي ورد في الكتاب.
ثانياً ليعلم القرّاء أن الجفري ليس من طائفة المتصوفة الذين ضاعت عندهم جميع المبادئ والمفاهيم الإسلامية (1)
والآن حان الشّروع في بيان أخطائه الخطيرة فأقول مستعيناً بالله العظيم:
(أوصاف الله تعالى وأسماؤه قديمة أزلية سرمدية ومعنى قديمة ودائمة أنها لا أول لابتدائها ولانهاية لها , معنى هذا أنه ما من وقت يمر ولا زمان إلا المعطي يعطي والحنان يتحنن والمنّان يمنّ والكريم يتكرّم والوهاب يهب والمتفضل المُحسن يتفضّل ويحسن سبحانه وتعالى) .انتهى
(1) إن الصوفية مصطلح له عموم وخصوص , أما من حيث العموم فهو يُطلق على كل من كان زاهداً أو عابداً أو متنسكاً متواضعاً , وهذا الإطلاق حصل على أزمنة متأخرة عن زمن الزهاد والعبّاد الأوائل. وأما من حيث الخصوص فهو يُطلق على طائفة وضعت لنفسها قواعد فلسفية عالجت انطلاقا منها نصوص الشريعة الإسلامية , فخرجت بمفاهيم جديدة تعارض الأصول الشرعية , وانحرفت عن الإسلام انحرافاً كبيراً , ومن بين أهل العموم والخصوص برزت طائفة من الصوفية يشتركون مع القاسم الأول في العبادة والزهد , ولكنهم متلبّسون ببدع كثيرة ويكثر فيهم الجهل , وفي الوقت نفسه يحسنون الظن برجال القسم الثاني المنحرف , ولذا لا يقبلون أي نقد لهم.
كما برزت طائفة أخرى لا تعرف الزهد ولا العبادة ولا الأخلاق الحميدة , وضاعت عندهم جميع المبادئ الإسلامية. وإنما تستروا بالتصوف ليضمنوا وجودهم في مجتمعات المسلمين التي تتقبل التصوف بوجهٍ عام. وأنا في كتابي هذا إنما أبين الأخطاء العلمية التي وقع فيها الشيخ الجفري , وأنقل فتاوى كبار علماء الإسلام , اشتملت على انتقادهم لبدع المتصوفة , أو إنكارهم على المنحرفين من أصحاب الفكر الصوفي الفلسفي الذميم , ولم يكن همهم تكفير أحد منهم! فأرجو التنبه لذلك!