فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 103

وأذكره بقول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا) (1)

ويقول العالم الرباني الزاهد ابن رجب الحنبلي رحمه الله:

(إن كراهة إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرجل ليس من الخصال المحمودة , بل الواجب على المسلم لأن يحب ظهور الحق ومعرفة المسلمين له , سواءُ كان ذلك في موافقته أو مخالفته. وهذا من النصحية لله ولكتابه ورسوله ودينه وأئمة المسلمين وعامتهم , وذلك هو الدين كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -) (2) .

وقبل المضي في عرض المخالفات والأخطاء التي أوردها الجفري في كتابه أقول:

إن الجفري لما تكلم على أمهات الصفات المذمومة كالعجب والكبر والرياء والحسد, قد تكلم بكلام حسن لولا ما شابه من استشهادات باطلة تفسد المعنى.

وذلك لما تكلم على قاعدة المحبة في الله والبغض في الله , فإنه سرني أنه ليس من أولئك الذين يقولون بحب الكفار من اليهود والنصارى والبوذيين فقد قال في الصفحة:195:

(هناك ناس يقولون: الدين دين محبه ووئام ما هو دين عصبية ولا تخلف وتطرف ولا إرهاب .. هؤلاء ناس أهل دين وأهل كتاب وهم مؤمنون)

فرد الجفري قائلاً: (لا ليسوا بمؤمنين , هم كفار في القرآن)

وساق آيات , ثم قال:

(نص صريح في القرآن , هناك كلام الآن يبث في مجتمعاتنا المقصود به لإزالة بقايا الحواجز التي بيننا وبين الكفار حتى يندمج مجتمعنا ويختلط بهم ويصير كمجتمعاتهم , لا وألف لا , الكافر كافر , نصرانياً كان أو يهوديا أو مجوسياً أو بوذياً , أحسن إليه , أحسن معاملته , أتخلق معه بالأخلاق الحسنة لكن لا آنس إليه ولا أحبه في كفره .. الخ) أنتهى.

فهذا الكلام منه حسن , لذلك أحببت أن أُشير إليه لسببين:

(1) أخرجه أحمد في (الزهد) كما قال السيوطي في (الدر المنثور) 6/ 92

(2) في كتابه (الفرق بين النصيحة والتعيير) ص 10

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام