فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 103

_ وقال الإمام الغزالي في أحياء علوم الدين (1/ 39) : (( وأما الشَّطحُ: فنعني به صنفين من الكلام أحدثهُ بعض الصوفيّة أحدهما الدَّعاوي الطويلة العريضة في العشق مع الله تعالى , والوصال المُغني عنه الأعمال الظاهرة حتى ينتهي قومُ لإلى دعوى الاتحاد وارتفاع الحجاب والمشاهدة بالرؤية والمشافهة بالخطاب , فيقولون: قيل لنا كذا , وقلنا كذا , ويتشبهون فيه بالحسين بن منصور الحلاّج الذي صُلب لأجل إطلاقه كلمات من هذا الجنس , ويستشهدون بقوله أنا الحق , وبما حكي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال سبحاني سبحاني , وهذا فنُ من الكلام عظيم ضرره في العوام , حتى ترك جماعةُ من أهل الفلاحة فلاحتهم وأظهروا مثل هذه الدعاوي , فإن هذا الكلام يستلذُّه الطبع إذا فيه البطالة من الاعمال مع تزكية النفس بدرك المقامات والأحوال فلاتعجز الأغبياء عن دعوى ذلك لأنفسهم , ولا عن تلقُّف كلمات مخبّطة مزخرفة , ومهما أنكر عليهم ذلك لم يعجزوا عن أن يقولوا:

هذا إنكارُ مصدرهُ العلم والجدال , والعلم حجاب , والجدل عمل النفس , وهذا الحديث لا يلوح إلا من الباطن بمكاشفة نور الحق , فهذا ومثله مما قد استطار في البلاد شرره , وعظم في العوامِّ ضرره , وحتى من نطق بشيء منه فَقَتْلُهُ أفضل في دين الله من غحياء عشرة )) . انتهى

32_طريقةُ مشوَّشة ومتناقضة!

فالجفري في كتابه يهاجمُ أناساً لأنهم يتطاولون على الأئمّة الكبار كالشّافعي وأحمد وغيرهما , والعجيب أنّه إذا كان هناك أناس يفعلون ذلك كما يقول الجفري , فهم قطعاً ليسوا من أهل العلم أو الدّعاة.

إذاً فما الدّاعي لذكر هؤلاء في معرض الكلام عن العلماء الذين ينكرون على الجفري وأضرابه مذهبهم؟

الجواب واضح: فالدّاعي لذلك هو تهييج العوام على أهل العلم , وكسب تأيييدهم لمصلحته لأنه , كما يوهمهم , الحريص على الأئمّة!! هكذا كان ديدنَُه من أوّل الكتاب لآخره , ولكنّه في كل مرّة يخفق وتنقلب القضية عليه!

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام