فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 103

ورحم الله إمامنا الإمام مالكاً كم كان ملتزماً بالهدي النّبوي وكم كان بعيد النّظر, فقد روى الإمام ابن أبي زيد القيرواني (386 هـ) في رسالته عند الكلام على قراءة القرآن عند الميّت: (( ولم يكن ذلك عند مالك أمراً معمولاً به ) )قال الآبي الأزهري في الشرح: (( ولم يكن ذلك , أي ما ذكر من القراءة عند المحتضر , عند مالك رحمه الله وإنما هو مكروهُ عنده , لا خصوصيّة(يس) بل يُكره عنده قراءة (يس) أو غيرها عند موته أو بعده أو على قبره , وكذا يُكرهُ عندهُ تلقينه بعد وضعه في قبره )).انتهى (1)

وقال الإمام الحطّاب المالكي في كتابه مواهب الجليل (2/ 625) نقلاً عن الشيخ خليل في التوضيح: (( ومذهب مالك كراهة القراءة على القبور , نقله سيدي ابن أبي جمره في شرح مختصر البخاري قال: لأنّا مأمورون بالتفكّر فيما قيل لهم وماذا لقوا , ونحن مكلّفون بالتَّدبر في القرآن , فآل الأمر إلى إسقاط أحد العملين ) ). انتهى.

35_ وأيضاً ففي ص 178 يعلّق الجفري على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (( أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما ) )فيقول: لم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم: (( ثمّ رسوله ) )حتى لا يأتي بعض ضعاف الفهم قساة القلوب أسراء الجهل والعصبيّة , فيقولون لنا في يوم من الأيام: لا تكثروا من الثّناء على النّبي .. لاتقارنوا الرّسول بالرّب .. لا تعطفوا .. لا تقولوا الله ورسوله .. قولوا: الله ثم رسوله , نقول الحديث الذي يُتَشبَّت به في ذلك إنما كان رسول الله يخاطب به حديث عهد بشرك وجاهليّة .. إلى أن قال: بل قال: (( من سواهما ) )فجهلهما على ضمير مثنى واحد إلى آخر كلامه.

وأقول: ما هذا الكلام أيّها الجفري!! من الذي منع عطف الرسول على الله وقد جاء هذا العطف في القرآن الكريم عشرات المرّات؟

(1) الثّمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ص 265) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام