أقول: يا سبحان الله , إبليس رئيس للمقرّبين؟!
والذي نعرفه أنّ أبليس كان في السّماء ثم أُهبط إلى الأرض , فكيف عكس الجفري الأمر؟
وهل كلّما رأى الجفري قصّة مرويّة في بعض الكتب أخذها وألقاها للناس دون وبيان صحّتها وسقمها؟ ولماذا لا يقف الجفري إلا على أمثال هذه القصص , والتي هي من الإسرائيليات الباطلة؟ إنه حقاً أمرُ عجيب!
17_ وفي الصفحة 213 يقول الجفري:
(( رُوى أنّ جبيريل وميكال بكيا لمّا طرد الله إبليس بكاءً شديداً. فقال الله: ما يبكيكما؟ قالا: يارب _ وأنت أعلم _ هذا إبليس قرَّبته وارْتَضيته حتى جعلته طاووساً للملائكة وجعلته رئيساً للمقرّبين , وفي ساعة واحدة أصبح مُبعداً مطروداً وصار عدواً لك مُتَوَعّداً بالنار , وإنا نخشى أن يصيبنا ما أصاب إبليس فقال لهما تعالى: هكذا فكونا ) ). انتهى
وأقول: أعوذ بالله من الجهل.
اللهُ تعالى يُخبرنا في محكم كتابه عن الملائكة خزنة النار فيقول: ? لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? فما بالك بجبريل وميكائيل عليهما السلام؟
إن طريقة تفكير الجفري المرتكزة على الخرافات والمستحيلات والممنوعات شرعاً وعقلاً تجعله يقبل مثل هذه القصص , ولكن العجيب حقاً كيف لا يتورّع من التقوّل على الله تعالى؟
وإذا كانت الملائكة تبكي فهي تبكي على حال أمّتنا التي تُرَوَّجُ فيها أمثال هذه القصص في الكتب والفضائيات.