فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 103

أقول: يا سبحان الله , إبليس رئيس للمقرّبين؟!

والذي نعرفه أنّ أبليس كان في السّماء ثم أُهبط إلى الأرض , فكيف عكس الجفري الأمر؟

وهل كلّما رأى الجفري قصّة مرويّة في بعض الكتب أخذها وألقاها للناس دون وبيان صحّتها وسقمها؟ ولماذا لا يقف الجفري إلا على أمثال هذه القصص , والتي هي من الإسرائيليات الباطلة؟ إنه حقاً أمرُ عجيب!

17_ وفي الصفحة 213 يقول الجفري:

(( رُوى أنّ جبيريل وميكال بكيا لمّا طرد الله إبليس بكاءً شديداً. فقال الله: ما يبكيكما؟ قالا: يارب _ وأنت أعلم _ هذا إبليس قرَّبته وارْتَضيته حتى جعلته طاووساً للملائكة وجعلته رئيساً للمقرّبين , وفي ساعة واحدة أصبح مُبعداً مطروداً وصار عدواً لك مُتَوَعّداً بالنار , وإنا نخشى أن يصيبنا ما أصاب إبليس فقال لهما تعالى: هكذا فكونا ) ). انتهى

وأقول: أعوذ بالله من الجهل.

اللهُ تعالى يُخبرنا في محكم كتابه عن الملائكة خزنة النار فيقول: ? لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? فما بالك بجبريل وميكائيل عليهما السلام؟

إن طريقة تفكير الجفري المرتكزة على الخرافات والمستحيلات والممنوعات شرعاً وعقلاً تجعله يقبل مثل هذه القصص , ولكن العجيب حقاً كيف لا يتورّع من التقوّل على الله تعالى؟

وإذا كانت الملائكة تبكي فهي تبكي على حال أمّتنا التي تُرَوَّجُ فيها أمثال هذه القصص في الكتب والفضائيات.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام