وهل يجوز هذا القول (من خدمنا) ؟ وهل الله تعالى يُخدم أم يُعْبد؟
والخطير في القضية هو التهاون في نسبة الكلام لله سبحانه وتعالى!
6_ ويقول أيضاً (ص 104 وأيضاً في ص 205) : (( قالوا إن بعض الصالحين عَبَدَ الله في صومعته عبادة كثيرة كبيرة من بني إسرائيل وكان مجتهداً ليله ونهاره .. ونظر جبريلُ عليه السلام فوجد الرجل شقياً في اللوح المحفوظ، فاستأذن من الله بعد أن تعجب من هذا الأمر أن يخبر الرجل فأذن له الله فنزل وقال: يا فلان إني جبريل. فرد عليه السلام، قال: إني وجدت اسمك في اللوح المحفوظ فلان بن فلان شقي، فأحببت أن أخبرك ما دمت شقياً ستذهب إلى النار تمتع قليلاً بالدنيا بدل أن تضيع
حياتك، قال: الحمد لله على ذلك، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وعاد إلى عبادته لم ينقص مما سبق شيئاً، تعجب جبريل أكثر، نزل قال: أنا قلت لك أنك شقي.!! قال: نعم إنا لله وإنا إليه راجعون، ولله المراد. قال: فمالك لازلت في عبادتك وإعراضك عن الدنيا وعدم التمتع بها.؟ قال: يا هذا خلقني وأمرني بعبادته ولم يُوكل إلي أكون شقياً أو سعيداً مهمتي أن أعبده والأمر إليه بعد ذلك، فازداد تعجب جبريل فصعد ووجد في اللوح المحفوظ: سعيد سعيد سعيد {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد:39] )) . انتهى
أقول: انظر في هذا التحقيق! يذكُرُ لك رقم الآية، ويتغافل عن ذكر مصدر هذه القصّة الخرافية المنافية للدين!
لو روى هذه القصّة شخص يريد الاستهزاء بالدين الإسلامي لكان ذلك مفهوماً، أمّا أن يرويها من ينصّب نفسه مدافعاً عن الإسلام فهذا أمرٌ لا يقبله عاقل!
جبريل يطالع في اللوح المحفوظ؟
والله يأذن له أن يخبر الرجل الصالح بما في اللوح؟