ثمّ جبريل يطلب من الرجل ترك العبادة والتمتّع بالشهوات؟ والرجل لا يأبه له ويخاطبه بعد أن عرفه فيقول له: يا هذا!! وجبريل جادٌّ في طلبه من الرجل تركَ التعبّد لله!! و ....
وهل يجوز عند الجفري أن ينسب لجبريل عليه السلام هذه الأفعال؟؟ جبريل عليه السلام يستأذن الله تعالى في إخبار ذلك العابد أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ شقياً، فليترك العبادات وليستمتع بالدنيا!!! فيأذنُ الله له!!!!!!
إنّ هذا الطلب لا يليق بفسّاق الناس فكيف ينسبه الجفري إلى جبريل وبإذن الله؟؟!! سبحانك هذا بهتانٌ عظيم!
أتدري يا جفري على مَنْ تَتَقوَّل؟ إنّك تَتَقوَّل على ربِّ العالمين! وتجعل الخرافة المنافية للدين ديناً! وهذا تزويرٌ للشريعة وتحريفٌ لها، ثمّ بعد ذلك تقول: إنّ كتَابَكَ مثالٌ للتصوّف الصحيح"فهل تجدون فيه ما يُنافي الدين"؟ (1)
ونقولُ لك: إذا كان التَّقوُّل على الله عزّ وجلّ أمراً سائغاً مُغْتَفَراً فما هو الأمر المنافي للدين في رأيك؟!
ولقد كان الأولى بالجفري بدل الدّعوة إلى المبالغة في العبادات والدعوة إلى تضييق دائرة المباحات بل وإلى الاستغفار من بعض الطّاعات كما يقول (2) ! كان الأولى به أن يتحاشى السقوط في الإثم العظيم المتوعّدِ عليه بالنار، حيث يقول الرسول الأعظم في الحديث المتواتر (( مَنْ كذبَ عليَّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ) )وقوله عليه السلام فيما رواه مسلم وغيره (( مَنْ حدَّث عنّي بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبَين ) )وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم (( كفى بالمرء كذِباً أن يُحدِّثَ بكل ما سمع ) ).
(1) انظر على سبيل المثال ص 71 من كتابه.
(2) انظر ص 42 من كتابه.