وقال الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه المنار المنيف (ص 66) : (( ومنها أحاديث العقل كلها كذب، ثم قال: وقال أبو الفتح الأزدي: لا يصح في العقل حديث، قاله أبو جعفر العقيلي وأبو حاتم بن حبان ) ).
ونقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في التهذيب (2/ 123) عن الدار القطني في الكلام عن داود بن المحبر: (( متروك الحديث، وقال في موضع آخر: كتاب العقل وضعه أربعة، أولهم: ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر أو كما قال ) ). انتهى
وهذا الكلام عند أهل العلم معناه أن أحاديث العقل بكل أسانيدها لا تصح بل هي موضوعة مكذوبة!
ولذلك حكم أمير المؤمنين في الحديث الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في أحاديث العقل فقال: (( هي موضوعة كلها، لا يثبت منها شيء ) ).انتهى. المطالب العالية (3/ 13) .
وكذلك حكم بوضعه الإمام السخاوي في كتابه المقاصد الحسنة، والحافظ السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 129) والملا علي القاري في كتابه الموضوعات الكبرى، وابن عراق في (تنزيه الشريعة 1/ 203) ، والشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (477) .
المؤسف أن الجفري يروج لكلام في قصة خلق العقل ويزخرفه بزيادات عن النفس، والقارئ لكلامه يفهم أن هذا الكلام من الدين أو يقره الدين، والحقيقة خلاف ذلك.
أقول: أولاً، لماذا لا يذكر الجفري المرجع الذي ورد فيه هذا الحديث؟