فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 103

إن هذا الحديث ليس بحديث قدسي ولا نبوي كما قال العلماء، وإنما هو من الإسرائيليات!

ثانياً، ما معنى قول الجفري: (( هذا المعنى هو باب حقيقة العبودية ) )؟! مع أننا لا نجده في كل كتب العقيدة وكتب الفقه والسنة! والإشكال فيه هو قوله (أكن لك كما تريد) أي أن يكون الله سبحانه وتعالى تابعاً لإرادة العبد عند تحقق شروط معينة وفيه من سوء الأدب ما فيه، ومعلوم أن لفظ الإرادة لله - عز وجل - ليس مرادفاً لمفهوم الرضا، قال تعالى: ? وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ? [الزمر:7]

ولا يقع في ملكوته سبحانه شيء إلا بإرادته، فما شاء كان وإلا لم يكن، فالشرط (كن لي كما أريد) متحقق على كل حال سواء أطاع العبد أم عصى، وحاشا لله عند تحقق هذا الشرط أن يتحقق جوابه بأن يكون تابعاً لإرادة العبيد طائعين أو عاصين، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

والإنسان المؤمن، ولو كان قريباً من الكمال، فإنه يبقى مخلوقاً يعتريه النقص، وقد يريد أموراً لا تليق بجلال الله تعالى! فإذا لم يصدر هذا الكلام عن الله - جل جلاله - أو عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا يمكن قبوله ولا داعي للتكلف في تأويله. وقد قال الإمام شهاب الدين القرافي في كتابه (الفروق) عند الفرق 272 بين قاعدة ما هو من الدعاء كفر وقاعدة ما ليس بكفر: (( ... الثاني: أن تعظم حماقة الداعي وتجرؤه، فيسأل الله تعالى أن يفوض إليه من أمور العالم ما هو مختص بالقدرة القديمة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام