فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 103

إنّ الأمر الخطير الذي نجده واضحاً في منهج الجفري الجديد ليس منحصراً في رواية الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - , بل وفي عزوها إلى المراجع الإسلامية الكبيرة عزواً تنقصه الأمانة!

فهو في هذا الفعل يرسّخ تلك الأحاديث في أذهان العامة وأنصاف المتعلّمين ويحدث شرخاً كبيراً في الشريعة الإسلامية.

13_ وفي الصفحة 63 روى حديثا فقال: يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( من صلى علي مرَّة صلى الله عليه بها عشْراً , من صلى عليَّ عشرة صلى الله عليه بها مائة , ومن صلّى عليَّ مائة صلّى الله عليه بها ألفاً ) )وعزاه إلى مسلم وأحمد وأبي داود والترمذي والنسائي.

وأقول: الذي رواه هؤلاء الأئمّة إنّما هو قوله - صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ واحدة صلى الله عليه عشراً ) ). فقط بدون تلك الزيادات التي أوردها الجفري , وليس في تلك المراجع أي رواية تشبه تلك التي ذَكَرَها , ولا يوجد لتلك الزّيادات سندُ يصحّ. فكيف يروي الجفري كلاماً لا يصحُّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويلصقه به؟

وكيف يعزوه إلى كُتب هو ليس فيها؟!

وهناك الكثير من الأحاديث الضعيفة التي أوردها الجفري في كتابه , مستشهداً بها أو مستدلاً بها , لم أتعرض للكلام عليها لأنها ليست من شرط كتابي , وأعني بذلك أنه عندما ذكرها ساق لفظها كما هو , وعزاها عزواً صحيحاً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام