فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 103

والذي يجب أن يعلمه الجفري أن استدلاله بوجود بدعة حسنة لا بدّ له من ضابط صحيح , لأنّ قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (( كل بدعة ضلالة ) )لفظ عام (1) , ومن يريد تخصيصة لا بد له من أمرين:

الأول: أن يُبين ما هو المُخَصِّص , الثاني أن يُبّين حدود التخصيص.

وإلاّ فإنّ الذي يقول بتخصيص غير مُبيَّن ولا منضبط الحدود , يكون كلامه مُلْغياً لأصل القاعدة النبويّة ويُفرِّغها من الفائدة , وعندئذٍ كل صاحب بدعة إذا احتججنا عليه بحديث رسول - صلى الله عليه وسلم - (( كل بدعة ضلالة ) )قال إنّ بدعته حسنة.

ونحن لا نجد عملياً الصوفية يقولون عن أي أمر بدعة محرمة لا يقولون ذلك أبداً!!

وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 311) أنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان يُنكر بشدَّة تدوين ما يتعلّق بأعمال القلوب وكان يعدّه من البدع! (2)

وهذا الإنكار من الإمام أحمد إنّما هو لكتب الأوائل فما بالك بكتاب الجفري هذا؟ وشتّان ما بينه وبين تلك الكتب.

وروى الحسن البصري عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه أنّه قال:

(( كن عالماً أو متعلماً أو مُحباً أو مُتّبعاً ولا تكن الخامس فتهلك. فقيل للحسن: وما الخامس قال المبتدع ) ) (3)

20_ قال الجفري في الصفحة 68: (( روى الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه سير أعلام النبلاء في ترجمة(معروف الكرخي) وهو من كبار أئمّة الصوفيّة .. تلقى عن الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم ... ثمّ قال:"وقبر معروف ترياقُ مجرّب", أثنى عليهم وأثنى على ضرائحهم فكيف على أشخاصهم؟! )). انتهى

(1) قال الحافظ ابن حجر: (( وقوله(كل بدعة ضلالة) قاعدة شرعية كُليّة بمنطوقها ومفهومها ))انتهى فتح الباري (13/ 312) .

(2) وهذا الكلام في الموضع نفسه الذي كان ينقل الجفري منه كلام العلماء في البدعة.

(3) رواه الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 29) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام