فإذا فرضنا أنه في كل خمس دقائق يصلي ركعتين فهذا يعني أنه يستطيع أن يصلي في اليوم والليلة (24) ساعة (576) ركعة فمتى كان ينام أو يقضي حاجة أو يتوضأ أو يأكل أو يمشي إلى المسجد أو يدرس أو يرعى أهله وأولاده؟ فما بالك بالإتيان بتتمة الألف!
ثم ما هذه الصلاة، ينقرها نقراً أم ماذا؟ ثم هل عدها الجفري بنفسه أو أحد شيوخه؟ أم أن شيخ طريقتهم هو الذي أخبرهم؟ ولا أظنه كان مرائياً.
لماذا يحب الجفري هذه المجازفات والمبالغات؟ ألا يكفيه أن يقول إن صلاة التطوع لا حد لها، وإن الصالحين من السلف كانوا يمضون أكثر أوقاتهم، وخاصة في الليل، بالصلاة؟
وأقول: هذه مغالطة كبيرة، واستخفاف بالقراء! من أين لك أن هؤلاء الأئمة كانوا أئمة طريق التصوف؟
أما الإمام مالك والإمام أبو حنيفة رحمهما الله فكانا من أشد الناس في قمع البدع والانحرافات وتأديب أصحابها، وكان منهجهما منع الناس من الغلو في الدين. حتى قال الإمام أحمد، رحمه الله: (( إذا رأيت الرجل يبغض مالكاً فأعلم أنه مبتدع ) ).