خامساً: في نظري أن الدكتور خلدون من أعظم أصدقاء الجفري لأنه نصحَ له وقد قيل: لِمَ لم ينصح له سراً؟
والجواب أن الكتاب أُذيعَ فلم يعد سِرّاً , ولذلك يجب ألاّ يكون البيان عليه سراً بل جهرا.
سادسا: كتاب (وقفات) نقاشه هادئ وردّه علميّ , واستناده إلى المراجع المعتبرة, فهو في نقاشه يقرأُ عليك كلمة (معالم السلوك) التي يريد أن يرد عليها , ثم يناقشها فقرة فقرة , وكلمة كلمة. ويا ليت الذين يكتبون الردود يكتبون بهذه الطريقة العلمية الهادئة الموثّقة التي تعتمد الحوار والبحث.
ثم هو في كلّ ما ردَّ أذيبُ لا يلسع ولا يلدغ ولا يثرّب , بل يقول الحق كما يراه.
وبعد , فهل يعودُ الناس إلى الكتاب والسنّة كما هو واجب كل مسلم؟
وهل نتمسك بما قال العلماء من أصحاب المذاهب المعتبرة , وهل ندع الأحاديث الموضوعة أو الواهية؟
ترى متى نرعوي ونتخلّص من الأخلاط في الدين , لنعود إلى الدين الحق , والنقل الصحيح.
أرجو أن لا يجدني القارئ في هذه المقدمة منحازاً لغير الحق , فإنّ بعض القرّاء لا يقرأ ما في الكتاب ولكن يقرأ ما في ذهنه , وذلك هو الضلال المبين.
والله ولي التوفيق
شيخ القُرَّاء
محمد كريم راجح
دمشق في 21/ شعبان/1427
الحمدُ لله الذي وَعَدَ مَن اهتدى وأوْعَد من اعتدى ,والصَّلاة والسلام على من مدت عليه البلاغة رواقها , فاختصر له الكلام اختصاراً , فقال: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك , ومن يعيش منكم , فسيرى اختلافاً كثيراً , فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) (1) وعلى آله وصحبه , أما بعد:
(1) رواه أحمد وابن ماجه والحاكم وغيرهم.