وقال الإمام النووي في كتابه المجموع شرح المذَّب , في آخر (باب الأحداث التي تنقض الوضوء) معلقاً على قول المصنف: (( وكذلك أكل شيء من اللحم لا ينقض الوضوء وحكى ابن القاصّ قولاً آخر أن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء ) )قال: (( ... وفي لحم الجزور , قولان: الجديد المشهور لا ينتقض وهو الصحيح عند الأصحاب , والقديم أنه ينتقض وهو ضعيف عند الأصحاب ولكنه هو القوي أو الصحيح من حيث الدليل وهو الذي أعتقدُ رجحانه , وقد أشار البيهقي إلى ترجيحه واختياره والذب عنه وسترى دليله إن شاء الله تعالى وقالت طائفة يجب من أكل لحم الجزور خاصة وهو قول أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه ويحيى بن يحيى , وحكاه المارودي عن جماعة من الصحابة: زيد بن ثابت وابن عمر وأبي موسى وأبي طلحة وأبي هريرة وعائشة , وحكاه ابن المنذر عن جابر بن سمرة الصحابي ومحمد بن إسحاق وأبي ثور وأبي خيثمه , واختاره من أصحابنا أبو بكر بن خزيمة وابن المنذر , وأشار إليه البيهقي كما سبق.
.وقال إمام الأئمة محمد بن إسحاق ابن خزيمة: لم نر خلافاً بين علماء الحديث في صحة هذا الحديث وانتصر البيهقي لهذا المذهب )) انتهى. المجموع (2/ 56_59) .
وقال الإمام الشافعي في كتابه الأُمّ (1/ 113) : (( فكان يكره أن يصلي قرب الإبل لأنّها خٌلقت من جنّ , لا لنجاسة موضعها ) )انتهى.
فمن الذي يتطاول على الأئمة؟
فبادر بالجواب: (( يقولون إنّ زيارة القبور للمرأة محرّمة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( لعن الله زوّارات القبور ) )هذا حديثُ صحيح , لكنّ المشكلة أنّ هؤلاء الإخوان , هدانا الله وإيّاهم , يقفزون إلى الاحاديث دون أن يرجعوا إلى كلام أهل العلم في فهم الأحاديث , لا يكفي أن يكون الحديث صحيحاً حتى يأخذ الإنسان به فقد يكون منسوخاً )) انتهى.
ولا أدري من الذي يقفز هنا وهناك؟