سُئل عن زيارة القبور للنساء فراح يتكلّم عن المانعين لها! إذا كان لك مذهب فأفت به ولاتشوّش السّائل , ولكن الجفري لا يستطيع أن يفوّت فرصة للهمز واللمز فكان منه هذا القفز.
إنّ الجفري لا يعلم أنّ تحريم زيارة القبور على النّساء هو مذهب العديد من الفقهاء الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة والشافعيّة!
قال شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي في المهذَّب (1/ 257) : ولا يجوز للنساء زيارة القبور لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لعن الله زوارات القبور ) )انتهى.
وجاء في حاشية الطحاوي على المراقي في الفقه الحنفي (2/ 619) قوله: وقيل تحرم على النساء. وسئل القاضي عن جواز خروج النساء إلى المقابر فقال: لا تسأل عن الجواز والفساد في مثل هذا , وإنما تسأل عن مقدار ما يحلقها من اللعن فيه , واعلم بأنها كلما قصدت الخروج كانت في لعنة الله وملائكته , وإذا خرجت تحفّها الشياطين من كل جانب , وإذا أتت القبور تلعنها روح الميت , وإذا رجعت كانت في لعنة الله. كذا في الشرح عن التتارخانية , قال البدر العيني في شرح البخاري: وحاصل الكلام أنها تكره للنساء بل تحرم في هذا الزمان , لا سيما نساء مصر لأن خروجهن على وجه فيه فساد وفتنة. انتهى
وفي السراج: وأما النساء إذا أردن زيارة القبور , إن كان ذلك لتجديد الحزن والبكاء والندب كما جرت به عادتهن فلا تجوز لهن الزيارة , وعليه يحمل الحديث الصحيح: (( لعن الله زائرات القبور ) ). انتهى
وقد رجّح العلاّمة العظيم آبادي التحريم! انظر عون المعبود.
وكلّنا يعلم أنّ مذهب الإمام أحمد هو كراهة زيارة القبور للمرأة , وهذا هو الذي يُفتي به هؤلاء الإخوة الذين يتحدّث عنهم الجفري , فهل الإمام أحمد يقفز إلى الحديث دون فهمه كما يزعم الجفري؟
وهل كل هؤلاء العلماء والأئمة يمارسون القفز دون فهم؟!
وهكذا يظهر للجميع من الذي يتطاول على الأئمة!