14_ وفي الصفحة 51 يشرح الجفري معنى الاتِّباع فيقول:
(( ترك ما نريد لما يريده الله تعالى على وفق ما جاء عن حبيبه - صلى الله عليه وسلم - , ولهذا لمّا جاء ثلاثة من الرجال يسألون السيدة عائشة رضي الله عنها عن قيام رسول الله .. قالت: كان يقوم وينام - صلى الله عليه وسلم - .. وصفت لهم بعض قيامه وبعض راحته فكأنهم استقلّوا قيام رسول الله .. فقال الآخر حدثينا عن صيام رسول الله .. فأخبرتهم أنه كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وشرحت لهم فكأنهم استقلوا فعل رسول الله فقال الأول: أما أنا فأقوم الليل ولا أنامه .. وقال الثاني: أما أنا فأصوم النهار فلا أفطر أبداً .. وقال الثالث: أما أنا فأعتزل النساء فلا أنكح، فلما بلغ الخبر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
(( أما وإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأنكح النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني ) )
وعزا الجفري الحديث لمسلم والنسائي وأحمد! (1)
ثمّ علّق على الحديث مفسّراً له تفسيراً عجيباً , حيث زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر عليهم , لأنّ إرادتهم للتعبّد اختلطت بمرادات النفس!
(1) وسياق الحديث بهذه الرواية كما في مسلم والنسائي وأحمد: (( أن نفراً من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عماه في السر , فقال بعضهم: لا أتزوج النساء , وقال بعضهم: لا آكل اللحم , وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد الله(أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) واثنى عليه فقال: (( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا؟ لكني أصلي وأنام , وأصوم وأفطر , وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ).