فهرس الكتاب
الصفحة 60 من 103

26_ قال الجفري في ص 57 (( وكم أضاع الناس أوقاتهم وأعمارهم .. كثير من الملتزمين الراغبين في السير إلى الله بحثوا عن الاتباع وترك الابتداع وأضاعوا كثيراً من أوقاتهم في التحقق من أمور قد سبق السلف الصالح وتحققوا منها وانتهت .. هذه سُنّة هذه بدعة .. نمسك المسبحة سنّة أم بدعة؟ أنا أريد الاتباع ما أريد الابتداع .. الاتباع وترك الابتداع في الكلام الذي مر .. في مخالفة النفس وهواها من أجل الله .. في أن تجعلي عبادتك على قدم المتابعة للحبيب .. في أن تبحثي عن تذوقك لرضا نفسك بهده المتابعة .. وهذه المتابعة الباطنة التي ينبغي أن تقيميها وتقيمي من أجلها المتابعة الظاهرة , أما الوقوف على الأمور التي قد بتّ فيها السلف الصالح وجعلوا لها قواعد تعود إليها وتحجيمها وجعلها هي القاعدة في المعاملة مع الناس وشغل الناس .. الثوب يطوُل الثوب يقصّر .. المسبحة .. نرفع الصوت بالصلاة على النبي أو نخفض .. هذه الصيغة وردت أو ما وردت .. بعد الصلاة نذكر الله أو ما نذكر الله .. نصلي التراويح عشرين أو ثمانية .. وكأن الإسلام منذ ألف وأربعمائة سنة لم يُخْدَم حتى جاء هذا الفكر في العصر الاخير ليجدد خدمة الإسلام .. هذه المسائل من حيث الحكم هل عي اتباع أو غير اتباع قد انتهى منها السلف الصالح .. وجاءت قواعد أقاموها في فهمها ) )انتهى.

ومحل الشاهد هو قوله: (( .. في أن تجعلي عبادتك على قدم المتابعة للحبيب .. في أن تبحثي عن تذوقك لرضا نفسك بهده المتابعة ) ).

أقول: ما هذه القاعدة العجيبة في التعبّد؟ يبحثُ المتعبّد عمّا يرضي ذوقَ نفسه في المتابعة!!

أرأيتَ لو أنّ أحدهم قال لك إنّ ذوق نفسي في متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحبّه مع آل بيته تدفعني إلى الخروج في مسيرات عاشوراء وضرب نفسي بالسلاسل والآلات الحادّة. اتكون قاعدة تحكيم الذوق في المتابعة تسمح له بذلك وتنجيه عند الله؟ أم تكون قاعدتك أيها الجفري باطلة؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام