أقول: هذه محاولةُ من الجفري لزجّ أمثال الشيخ معروف الكرخي , رحمه الله , في سلك المتصوّفة , وهو بفعله هذا يشوش على الناس بأنّ أمثال من صوفيّة اليوم هم أتباع لهؤلاء الرجال العبّاد والزهّاد , وشتّان ما بين الشيخ معروف الكرخي وأمثاله , وبين متصوِّفة اليوم!!
وإليكم البيان:
أولاً , عندما ترجم الحافظ الذهبي للكرخي قال: معروف الكرخي علم الزُّهاد , بركة العصر , أبو محفوظ البغدادي , واسم أبيه فيروز. انتهى. سير أعلام النبلاء (8/ 216)
وكما ترون إنّ الذهبي لم يصفه بالصوفي أبداً لا في العنوان ولا في كل الترجمة.
ثانياً , إنّ مقولة (( وقبر معروف ترياقُ مجرّب ) )رواها الحافظ الذهبي من قول إبراهيم الحربي وليست من قول الذهبي , ثمّ إنّ أوّل من روى ذلك عن الحربي إنما ابن حسين السُّلمي وهو عند أهل الحديث غير ثقة وغير معتمد وتُهْمَتُه أنّه يضع الأحاديث للصوفيّة. قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5/ 158) : (( أبو عبدالرحمن بن حسين السلمي النيسابوري شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم تكلموا فيه وليس بعمدة ) ). انتهى
وقال الحافظ الذهبي في السِّير (13/ 156) : (( قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطّان النيسابوري: كان أبو عبدالرحمن السُّلمي غير ثقةٍ , وكان يضع للصوفية الأحاديث ) ). ثمّ قال: (( وفي الجملة ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة ,وفي(حقائق تفسيره) أشياء لا تسوغُ أصلاً , عدَّها بعض الأئمّة من زَنْدَقَة الباطنية )).
وقال: (( قال الإمام تقيُّ الدين بن الصّلاح في(فتاويه) : وجدتُ عن الإمام أبي الحسن الواحدي المُفَسِّر رحمه الله أنّه قال: صنَّفَ أبو عبدالرحمن السلمي (حقائق التفسير) , فإن كان اعتقد أنَّ ذلك تفسيرُ فقد كفر! ))انتهى