فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 103

إنّ المسألة ليست كذلك , ولكنّه لشدّة تعصبّه للطريقة الصوفيّة التي نشأ عليها ولا يعرف شيئاً غيرها , صار يخلّط بين الأمور ويلّبس على الناس فوقع في المحذور!

المسألة هي (( أن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بئس الخطيب أنت , قل ومن يعص الله ورسوله ) ) (1)

أرأيتم المسألة ليست في العطف بحرف الواو بدليل أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد عطف في جوابه.

ولكنّ المشكلة في قوله ومن يعصهما! وهي التي نهى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثمّ ما هذا الكلام الخطير (مقارنة الرسول بالرّب) !! الذي ينُادي به الجفري؟ ويعترض على المنكرين عليه!

إنّ الفكر الخطير الذي يُنادي به الجفري قد صرّح به أحد المتصوّفة في الشام وهو المدعو عبدالهادي الخرسه في شرحه للوظيفة الشاذليّة حيث قال:

(( يقول سبحانه ? وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ? ويقول ? وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ? فالضمّائر في قوله ? مِن فَضْلِهِ ?و? أَن يُرْضُوهُ? مُفردة لأنّ الحضرة واحدةُ(2) ولكن لها إطلاق وتقييد والله سبحانه وتعالى أعلم )). انتهى (ص 47 - 48)

وأعوذ بالله العظيم من هذا الضلال الكبير.

أهذا الذي يريد الجفري أن يسمح له العلماء بقوله؟

(1) رواه مسلم في باب تخفيف الصلاة والخطبة , ورواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم.

(2) أعوذ بالله من هذا الفهم والاعتقاد , بل الضمائر مفردة لأنّ هذا هو أسلوب العرب في التعبير , فالضمير في (أن يرضوه) عاد إلى مفرد , والمراد اثنان, ونظائر ذلك في القرآن وكلام العرب كثيرة. ومنه قول قيس بن الخطيم:

نحنُ بما عندنا وأنت بما عنـ دكك راضٍ والرأيُ مختلفُ

والمراد: نحنُ وأنت بما عندنا راضون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام