الحافظ - من الجمهور - بإسناده عن عطية [1] قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عليّ بن أبي طالب.
ومن تفسير الثعلبي قال: معناه: بلِّغ ما أنزل إليك من ربك في فضل عليّ، فلما نزلنا هذه الآية أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد عليّ، فقال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه. والنبي صلّى الله عليه وسلّم مولى أبي بكر وعمر وباقي الصحابة بالإجماع، فيكون عليٌّ مولاهم، فيكون هو الإمام.
ومن تفسير الثعلبي: لما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغدير خُم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ، وقال:"من كنت مولاه فعلي مولاه"فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ناقته، حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها فعقلها، فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في ملأ من الصحابة.
فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقبلنا منك. وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك. وأمرتنا أن نزكّي أموالنا فقبلناه منك. وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلناه منك. وأمرتنا أن نحج البيت فقبلناه منك. ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضَبْعَيْ [2] ابن عمك وفضّلتَه علينا، وقلتَ: من كنت مولاه فعليّ مولاه. وهذا منك أم من الله؟
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: والله الذي لا إله إلا هو هو من أَمْرِ الله، فولَّى الحارث يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من
(1) هو عطية بن سعد العوفين قال عنه ابن حبان في"المجروحين"ج 2 ص 176: كنيته أبو الحسن من أهل الكوفة، يروي عن أبي سعيد الخردي. روى عنه فراس بن يحيى وفضيل بن مرزوق. سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله بكذا فيحفظه وكنّاه أبا سعيد ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدّثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد به الكلبي. فلا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب.
وانظر ترجمة العوفي في:
تهذيب التهذيب ج 7 ص 224 ترجمة رقم 413، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج 2 ص 180 ترجمة رقم 2321، سؤالات أبي عبيد الآجري ص 105 ترجمة رقم 24، ميزان الاعتدال ج 3 ص 79 ترجمة رقم 5667، الضعفاء الكبير للعقليل ج 3 ص 359 ترجمة رقم 1392. (م) .
(2) في"لسان العرب":"الضّبْعُ، بسكون الباء: وسط العَضُد بلحمه يكون للإنسان وغيره. وقيل: العَضُدَ كلها، وقيل: الإبط .. وقيل: ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه، تقول: أخذ بضبعيه، أي بعضديه".