النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يديه إلى السماء وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد".
واختصم خالد وعبد الرحمن بن عوف حتى قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" ولكن مع هذا لم يعزل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خالداً.
واستعمل الوليد بن عقبة على صدقات قومٍ، فرجع فأخبره أن القوم امتنعوا وحاربوا، فأراد غزوهم، فأنزل الله تعالى: {إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6] .
وولّى سعد بن عبادة يوم الفتح، فلما بلغه أن سعداً قال:
اليوم يوم الملحمة ... اليوم تستباح الحرمة
عزله، وولّى ابنه قيساً، وأرسل بعمامته علامةً على عزله، ليعلم سعد أن ذلك أمرٌ من النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.
وكان يُشْتَكى إليه بعض نوابه فيأمره بما أمر الله به، كما اشتكى أهل قباء معاذاً لتطويله الصلاة بهم، لما قرأ البقرة في صلاة العشاء فقال: "أفتَّان أنت يا معاذ؟ اقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، ونحوها" [1] .
وفي الصحيح أن رجلاً قال له: إني أتخلّف عن صلاة الفجر مما يطوِّل بنا فلان، فقال: "يا أيها الناس إذا أمَّ أحدكم فليخفف، فإن من ورائه الضعيف والكبير وذا الحاجة، وإذا صلّى لنفسه فليطوّل ما شاء" [2] .
(1) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في: البخاري 8/ 26 - 27 (كتاب الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلاً) وأوله: أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة فقرأ البقرة، قال: فتجوّز رجل فصلّى صلاةً خفيفة ... الحديث. وهو في: مسلم 1/ 339 - 340 (كتاب الصلاة، باب القراءة في العشاء) ، سنن أبي داود 1/ 292 (كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة) ، سنن النسائي 2/ 76 - 77 (كتاب الإمامة، باب خروج الرجل من صلاة الإمام) ، المسند (ط. الحلبي) 3/ 124، 299، 300، 308، 369.
(2) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 1/ 138 (كتاب الأذان، باب إذا صلى لنفسه فليطوّل ما شاء) وأوله فيه:"إذا صلى أحدكم للناس فليخفف ... الحديث."
وهو في: مسلم 1/ 341 (كتاب الصلاة، باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام) ، سنن الترمذي 1/ 150 - 151 (كتاب الصلاة، باب ما جاء إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف) ، سنن ابن ماجه 1/ 315 (كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب من أمّ قوماً فليخفف) . المسند (ط. المعارف) 13/ 201، (ط. الحلبي) 2/ 502، 537. وقال الترمذي في تعليقه على الحديث:"وفي الباب عن عدي بن حاتم وأنس وجابر بن سمرة ومالك بن عبد الله وأبي واقد وعثمان بن العاص وأبي مسعود وجابر بن عبد الله وابن عباس".