وأبغض ما أبغضه الله ورسوله، وأمر بما أمر به الله ورسوله، ونهى عما نهى الله عنه ورسوله. وهذا يتضمن الموالاة.
وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لابن عمر:"إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل"فما نام بعدها [1] .
وقال عن أسامة بن زيد:"إنه من صالحيكم، فاستوصوا به خيراً" [2] .
وأما قوله:"والآيات في هذا المعنى كثيرة"فغايته أن يكون المتروك من جنس المذكور، والذي ذكره خلاصة ما عندهم، وباب الكذب لا ينسد. ولهذا كان من الناس من يقابل كذبهم بما يقدر عليه من الكذب، ولكن الله يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وللكذّابين الويل مما يصفون.
وما ذكر وقال:"أريد به عليّ"إذا ذكر أنه أريد به أبو بكر أو عمر أو عثمان، لم يكن هذا القول بأبعد من قولهم، بل يرجح على قوله، لا سيما في مواضع كثيرة.
وإذا قال: فهذا لم يقله أحد، بخلاف قولنا.
كان الجواب من وجهين: أحدهما: أن هذا ممنوع، بل من الناس من يخصّ أبا بكر وعمر ببعض ما ذكره من الآيات وغيرهما.
الثاني: أن قول القائل: خصّ هذا بواحد من الصحابة، إذا أمكن غيره أن يخصه بآخر تكون
(1) هذا جزء من حديث طويل عن ابن عمر رضي الله عنه جاء في عدة مواضع في البخاري منها 9/ 40 - 41 (كتاب التعبير، باب الأمن وذهاب الروع، باب الأخذ على اليمين في النوم) وأوله في الموضع الأول:"إن رجالاً من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كانوا يرون الرؤيا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيقصونها على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .. الحديث."
وجاء الحديث في البخاري بألفاظ أخرى وسياق آخر 2/ 69 (كتاب التهجد، باب فضل من تعارَّ من الليل فصلّى) . وهو في: مسلم 4/ 1927 - 1928 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر) وأوله فيه:"نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل"، سنن ابن ماجه 2/ 1291 (كتاب تعبير الرؤيا) ، المسند (ط. المعارف) 9/ 148 - 150 (رقم 6330) .
(2) الحديث عن سالم عن أبيه ابن عمر رضي الله عنهما في: مسلم 4/ 1884 - 1885 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد .. ) ونصه:"إن تطعنوا في إمارته - يريد أسامة بن زيد. فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقاً لها. وأيم الله إن كان لأحب الناس إليّ، وأيم الله إن هذا لها لخليق - يريد أسامة بن زيد - وأيم الله إن كان لأحبهم إليّ من بعده، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم".