أهل السنة والشيعة، فهذه فضيلة مشتركة بينه وبين غيره، وليس كل من اتصف بها أفضل ممن لم يتصف بها.
وفي الصحيحين عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال:"خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم"فالتابعون أفضل من القرن الثالث.
وتفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم تفضيل الأفراد على كل فرد؛ فإن القرن الثالث والرابع فيهم من هو أفضل من كثير ممن أدرك الصحابة، كالأشتر النخعي وأمثاله من رجال الفتن، وكالمختار بن أبي عبيد وأمثاله من الكذَّابين والمفترين؛ والحجّاج بن يوسف وأمثاله من أهل الظلم والشر.
ليس عليّ أفضل أهل البيت، بل أفضل أهل البيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنه داخل في أهل البيت.
كما قال للحسن:"أما علمت أنّا أهل بيت لا نأكل الصدقة" [1] وهذا الكلام يتناول المتكلم ومن معه.
وكما قالت الملائكة: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73] وإبراهيم فيهم.
وكما قال:"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم"، وإبراهيم داخل فيهم.
وكما في قوله تعالى: {إِلاّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم} [القمر: 34] ، فإن لوطاً دخل فيهم.
وكذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] ، فقد دخل إبراهيم في الاصطفاء.
وكذلك قوله: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] ، فقد دخل ياسين في السلام.
(1) لم أجد الحديث بهذا اللفظ، ولكن لفظ الحديث في البخاري 4/ 74 (كتاب الجهاد، باب من تكلّم بالفارسية والرطانة ... ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالفارسية:"كَخٍْ كَخٍْ أما تعرف أنّا لا نأكل الصدقة". والحديث في: مسلم 2/ 751 (كتاب الزكاة، باب تحريم الزكاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وعلى آله ... ) وجاء من طريق آخر بلفظ:"أنَّا لا تحل لنا الصدقة"وجاءت أحاديث أخرى في مسلم بهذا المعنى في هذا الباب ومثلها في سنن أبي داود (2/ 83 - 84) وسنن الترمذي (2/ 165 - 167) .