فهرس الكتاب
الصفحة 181 من 823

وحرَّمت عليهم ما أحْلَلتُ لهُم" (1) ."

وقد اختلف في الفطرة الواردة في الآية والحديثين على أقوال:

قيل: الفطرة هي الإسلام، وقيل: قدرة العبد على معرفة الله تعالى بعد بلوغه فهو يولد سالمًا ليس في قلبه شيء، وقيل: هي البداءة التي ابتدأهم الله عليها من الحياة والموت والسعادة والشقاوة.

وقيل: ما أخذ عليهم من الميثاق قبل خروجهم إلى الدنيا.

وقيل: هي ما كتب عليهم فمنهم من فطر على الإيمان ومنهم من فطر على الكفر (2) .

والقول الراجح الذي تؤيده الأدلة هو القول الأول الذي فسر الفطرة بالإسلام وهو الذي عليه عامة السلف وأكثر المفسرين.

قال مجاهد:"فطرة الله: أي الإسلام" (3) .

وقال البخاري:"باب لا تبديل لخلق الله": لدين الله، والفطرة: الإسلام" (4) ."

وقال ابن عبد البر:"أجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الإسلام وهو المعروف عند عامة السلف" (5) .

وهو الذي رجَّحه القرطبي، ورد الأقوال الأخرى لمخالفتها

(1) رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار ح (2865) (17/ 203) .

(2) انظر: فطرية المعرفة وموقف المتكلمين منها للدكتور أحمد حمدان ص (166) .

(3) تفسير الطبري (10/ 183) .

(4) صحيح البخاري مع الفتح (8/ 372) .

(5) انظر: التمهيد (18/ 72) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام