فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 66

ومن ذلك قوله للملائكة: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31] . فثبت بذلك أن الاسم هو المسمى.

وقال معمر بن المثنى في قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ} [هود: 41] معناه بالله. وأنشد للبيد: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبط حولا كاملا فقد اعتذر

يريد باسم السلام عليكما نفسه، وهو التحية. فاسمها هو هي، وهذا قول أهل السنة، ومن صح اعتقاده من أهل اللغة.

فصل: في استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه

12 ـــ ومن قولهم: أنه سبحانه فوق سمواته، مستو على عرشه، ومستول على جميع خلقه، وبائن منهم بذاته، غير بائن بعلمه، بل علمه محيط بهم، يعمل سرهم وجهرهم، ويعلم ما يكسبون، على ما ورد به خبره الصادق، وكتابه الناطق،

فقال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، واستواؤه جلا جلاله: علوه بغير كيفية، ولا تحديد، ولا مجاورة ولا مماسة.

13 ـــ قال مالك رحمه الله للذي سأله عن كيفية الاستواء: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. قال جلا جلاله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [الحديد: 4] يعني أن علمه محيط بهم حيثما كانوا، بدليل قوله: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] . وقال عز وجل: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] . وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 16، 17] ، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4] ، وقال: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} [السجدة: 5] الآية. @

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام