17 ـــ ومن قولهم: إن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه: ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من الليل، فيقول: (( هل من داع يدعوني فأستجيب له، وهل من سائل يسألني فأعطيه، وهل من مستغفر يستغفرني فأغفر له؟ ) )حتى ينفجر الصبح، على ما صحت به الأخبار، وتواترت به الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزوله تبارك وتعالى كيف شاء، بلا حدٍّ، ولا تكييف، ولا وُصِفَ بانتقال، ولا زوال.
18 ـــ وقال بعض أصحابنا: ينزل أمره تبارك وتعالى.
واحتج بقوله: عز وجل: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12] .
وكذا رُوِيَ عن حبيب عن مالك بن أنس رحمه الله.
وسئل الأوزاعي عن التنزل فقال: يفعل الله ما يشاء.
أي: يظهر من أفعاله ما يشاء!!.
19 ـــ حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال: نا قاسم بن أصبغ قال: نا أحمد بن زهير قال: نا عبد الوهاب بن نجدة قال: نا بقية بن الوليد قال: نا الأوزاعي قال: كان محمول والزهري يقولان: أمِرُّوا الأحاديث كما جاءت.
قال أبو عمرو: وهذا دين الأمة، وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمركما جاءت بغير تكييف، ولا تحديد، فمن تجاوز المروي فيها وكيَّفَ شيئا منها ومثّلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى، وابتدع في الدين ما ليس منه، وخرق إجماع المسلمين، وفارق أئمة الدين.
قال نُعيم بن حمَّاد، وإسحاق بن راهوية: من شبّه الله تعالى بشيء من خلقه فهو كافر. @
فصل: في العرش والكرسي