166 -فأما العادل عن ذلك منهم بظلم وجور، وتعطيل حد، وإصابة ذنب فإنه يجب وعظه، وإذكاره بالله تعالى، ودعاؤه إلى طاعته، ومراجعته في إقامة الحق، وبسط العدل والقسط، ويلزم ترك طاعته فيما هو عاص فيه من ظلم، وجور، وعصيان، وبدعة، ولا يجب بهذه الأمور خلعه، ولا الخروج عليه.
167 -والطاعة لبرّهم وفاجرهم لازمة في ثمانية أشياء وهي: الصلاة، والزكاة،
والصيام، والحج، والجهاد، والمكيال، والميزان، والأحكام، فمن نازعهم فيها من غيرهم، وادّعى الإمامة فقِتاله واجب، ومُشاقّته لازمة، ولا تجوز الصلاة خلفه، ولا أداء الزكاة إليه، ولا الحج، ولا الجهاد معه ولا يجوز إنكاحه ولا إحكامه، بل كل ذلك مفسوخ مردود، وإن عدل فيه، ولا يقبل الله صرفه ولا عدله، ولا ممن أعانه على ذلك، وهذا متفق عليه.
168 -ومنقولهم: إنّ الإيان واجب بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلمن وثبت بالنقل الصحيح، وتداول حمله المسلمون من ذكر وعيد الآخرة، وذكر الطوام، وأشراط الساعة، وعلاماتها، واقترابها، فمن ذلك: خروج الكذّاب الأعور الدّجّال، وفتنته، وأن له جنة ونار، وناره جنة، وأن عيسى عليه السلام يقتله فيهلك ومن معه من أهل الكفر الضلال.
فصل: في نزول عيسى عليه السلام
169 -ومنه: نزول عيسى عليه السلام، وكسره الصليب، وقتله الخنزير، والدّجّال، وتقع الأمنة في الأرض، وتكون الدعوة الله رب العالمين،
وقال عز من قائل: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء: 159] يعني: فبل موت عيس عليه السلام إذا نزل، وقال: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] ، يعني: عيسى عليه السلام. @