فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 66

فصل: في معنى الإسلام

78 ـــ ومعنى الإسلام: الاستسلام، والانقياد، والمتابعة، ومن ذلك قوله عز وجل: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل عمران: 83] أي: انقاد له. ومنه قول إبراهيم عليه السلام: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131] أي: انقدت وتابعت. وقال تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات: 103] أي استسلما لما أمرا به. وكذا قوله عز وجل: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] يريد الله تعالى بإسلامهم: الاستسلام فزعا من السيف دون انشراح الصدر بالإيمان. فأثبت لهم الإسلام، ونفى عنهم التصديق والإيمان.

وقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] يريد من انقاد إليكم ظاهره، وأذعن بكلمة الحق، لأنكم لا تعرفون باطنه، فكل طاعة استسلم بها العبد لربه وانقاد بها لأمره، فهي من جملة الإسلام.

فصل: في الإيمان والإسلام

79 ـــ والإيمان أعلى خصلة من خصال الإسلام، ولا تتم طاعة الله، وقربة إليه إلا به، فوجب بذلك أن يكون كل إيمان إسلاما الله من حيث كان قربة إليه، وانقيادا، واستسلاما لأمره، وأن يكون كل إسلام إيمانا، لأن من الإسلام إيمانا هو تصديق، ومنه ما ليس بتصديق.

80 ـــ فأما قوله عز وجل: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35، 36] ، فلا يدل على أن كل إسلام إيمان، وأن الإسلام هو الإيمان على ما ذهب إليه بعض الناس، لأنه لم يكن في أهل تلك القرية @

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام