فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 66

وقال: أثقل شيء يوضع في الميزان الخلق الحسن

119 -وهم أهل يمين وشمال، قال عز من قائل: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: 27] : وهم أهل الجنة.

{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة: 41] : وهم أهل النار.

ويؤتون كتنهم بأيديهم، أوتي كبابه بيمينه فأولئك هم المفلحون، ومن أوتي كتابه بشماله أو وراء ظهره فأولئك هم الخاسرون.

120 -والموزانة للمؤمنين الذين معهم طاعات وسيئات ربما اعتدلت زرتما رجح تعضها على بعض، وأما الكفار فلا طاعة لأحد منهم يوازن بها كفرهم، فوجب أن لا يكون لهم حسنات، ولا موازنة، قال الله تعالى فيهم: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 105] وقوله: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [الأعراف: 9] عبارة على أنها لا برلهم، ولا طاعة لهم، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: (( يؤتي يوم القيامة بالأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة ) )إنما يعني صلى الله عليه وسلم: أنه خال من البر والطاعة، وأن لا شيء له ولا فيه منهما فعبر بالوزن عن ذلك والله أعلم.

فصل: في الحوض

121 -ومن قولهم: إن للرسول صلى الله عليه وسلم في المعاد حوضا شراته أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه من الآنية مصل عدد نجوم السماء، يقع فيه ميزابان من الكوثر، لا يظمأ من شرب منه من المؤمنين، ويمنع منه من انحرف عن الدين، وخالف السبيل المستقيم على ما صحت به الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال عز من قائل: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] .

122 -حدثنا عبد الرحمان بن عبد الله الفرائضي، قال: نا علي بن محمد يم زيد، قال: نا محمد بن عبد الله مطين، قال: نا هدبة بن حالد، قال: نا همّام بن يحيى، قال: نا قتادة عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافاته قباب الدر المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل ) ).@

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام