100 ـــ وقال تعالى: {عِلْمِهِ} أي: علم محمدا صلى الله عليه وسلم {شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 5] أي: شديد الخلق، يعني جبريل عليه السلام {ذُو مِرَّةٍ} [النجم: 6] أي ذو قوة {فَاسْتَوَى} [النجم: 6] أي: فاعتدل قائما. يعني جبريل عليه السلام: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} [النجم: 7] يعني: وجبريل بالأفق الأعلى، أي: بالمشرق من حيث تطلع الشمس {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8] أي: فتدلى جبريل بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يعني: فقرب (فكان قاب قوسين أو أدنى) أي: قدر ذراعين (فأوحى إلى عبده ما أوحى) أي: فأوحى جبريل إلى محمد، وقيل: فأوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] قال الحسن: ما كذب فؤاده ما رأت عيناه ليلة أُسري به.
بل صدقه الفؤاد {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم: 12] إلى قوله: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 17، 18] ، وأنه صلى الله عليه وسلم رأى هناك الأنبياء عليهم السلام آدم، إبراهيم، وموسى، وعيسى، وإدريس، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وكلنه الله تعالى، وأدخله الجنة وأراه النار على ما تواترت به الأخبار، وثبتت بنقله الآثار.
101 -ومن قولهم: إن الله ستحانه قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء لا للفناء وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتاله، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: (( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) ) (الرعد:35، محمد:15) وقال: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35] ، وقال: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس: 26] ،وقال: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] والشيء المعد لا يكون إلا موجودا مفروغا منه، كما قال:
وأعددت للحرب أوزارها ... رماحا طوالا وخيلا ذكورا
102 -قال الله مخبرا عن آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] ، وقال: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران:@