مؤمنون مصدقون الله عز وجل، ولا ممن يريد الله بالطاعة، ويستسلم لأمره غير أهل البيت، صاروا هم المؤمنون، وهم المسلمون فقال عز وجل: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 35] الآية، فوصفهم بالتصديق والإقرار،
وبالانقياد والتسليم الذي هو من فروع الإيمان!!.
فصل: في منة الله على المؤمنين بالإيمان
81 ـــ وأجل نعم الله على خلقه الطائعين، وعباده المؤمنين: خلقه الإيمان في قلوبهم، وإجراؤه على ألسنتهم، وتوفيقهم لفعله، وتمكينهم من التمسك به. وخلق الإيمان والتوفيق له نعمه خص الله تعالى بها المؤمنين دون الكافرين، ولذلك قال جل وعلا: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83] ، {فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 64] ، وقال عز وجل: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] ، وقال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] الآية، وقال: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17] ، ولو كانت هذه النعمة على الكافرين لم يكن لتخصيصه بها المؤمنين وامتنانه بها على النبيين معنى، إذا كان قد أنعم بها على المردة المشاقين، والكفرة الضالين.
82 ـــ ومن قول جميعهم: إن جميع المكلفين يلزمهم الإيمان بكل ما أتت به الرسل، ونطقت به الكتب، وبجميع فرائض الدين من الوضوء، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وحصول النفع والرشاد في جميع ما ندب الله تعالى إليه، ورغب في فعله، وإباحة @