وقال: (( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله مخلصا من قبله ) ). وقال صلى الله عليه وسلم: لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة )) ، فلا يديم تبارك وتعالى عذابه إلا على الكافرين، ولا يخلد في ناره إلى الاجدين، على ما أخبر به في قوله: {لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] وقال: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] ، وقال {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15، 16] .
127 -ومن قوله: إن السماوات السبع طباق بعضهن فوق بعض مسطحات، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [نوح: 15] ، وقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] ، وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون: 17] .
قال مجاهد: أي سبع سموات بعضهن فوق بعض.
وحكى أهل اللغة: طارقت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض.
128 -وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} [الأنبياء: 32] ، وقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا} [نوح: 19] ، وقال: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 20] ، وقال: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: 48] ، وقال: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} [الحجر: 19] ، وقال: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} [الرعد: 3] ، وقال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ، يعني: بسطها ومدها، وقال: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا} [الأنبياء: 30] ، أي: فصلنا بين كل سماء، ولين كل أرض.
وقال مجاهد: كانت السماء واحدة، والأرض واحدة، ففتق من السماء ستا فصرت سبعا، وفتق من الأرض ستا فصارت سبعا.@