وروى ابن نجيح عنه في قوله: {كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30] قال: فتق الله سبع سماوات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها تحت بعض. وروى معمر، عن قتادة في قوله: {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [البقرة: 29] قال: سوّى بعضهنّ فوق بعض، بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام.
129 -ومن قولهم: أن الشمس، والقمر، والذراري، والبروج، والنجوم، جارية في الفلك، وأن السماء الدنيا مختصة بذلك كله دون سائر السماوات.
قال الله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان: 61] أي: مضيئا، وقال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج: 1] أي: ذات النجوم، وقال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} [الصافات: 6، 7] ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ} [الملك: 5] ، وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام: 97] .
130 -وروى وهب بن منبه عن علي وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عي قوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [التكوير: 15] قال: (( هي خمسة كواكب: وزحل، وعطارد، وبهرام، والزهرة، تجري مع الشمس والقمر في الفلك، وسائر الكواكب معلقة من السماء كتعليق القناديل في المساجد ) ).
131 -وروى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: النجوم كلها معلقة كالقناديل بين السماء في الهواء.
132 -وقال قتادة: خلق الله جل ثناؤه هذه النجوم لثلاث خصال:
خلقها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأول منها غير ذلك فقد أخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به.@