109 -وقال صلى الله عليه وسلم: (( لا نبي بعدي ) )، فجعله تبارك وتعالى آخر المرسلين، وفضله على العالمين، وجعل كتابه ودينه مهيمنا على جميع الكتب، والأديان، وأمته خير الأمم، كما قال جل ثناؤه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] ، وقال صلى الله عليه وسلم: (( وجعلت أمتي خير الأمم ) )، وخير القرون قرنه الذين بعث فيهم، وأفضل أمته الذين شاهدوه، وصدقوه، ونصروه، وأخذوا عنه، وتلقوا الخطاب منه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما قال صلى الله عليه وسلم في أصحابه: (( لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبا ما بلق مُدّ أحدهم ولا نثيفه ) ).
160 -ومن قولهم: أن يحسن القول في السادات الكرام، أصحاب محمد عليه السلام، وأن تذكر فضائلهم، وتنشر محاسنهم، ويمسك عما سرى ذلك مما شجر بينهم لقوله صلى الله عليه وسلم: (( إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا ) )يعني: إذا ذكروا بغير الجميل، ولقوله: (( الله الله في أصحابي ) )، ويجب أن يلتمس لهم أحسن المخارج، وأجمل المذاهب، لمكانهم من الإسلام، وموضعهم من الدين والإيمان، وأنهم أهل الرأي والاجتهاد، وأنصح الناس للعباد، وهم ممن قال الله تعالى فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ، وقد شهد لهم بالجنة في غير موضع من كتابه فقال تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [التوبة: 88] إلى قوله: {الْعَظِيمُ} [التوبة: 89] رحمة الله عليهم أجمعين.
161 -ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (( تكون فتنة القاعد فيها خير القائم ) )يريد القائم الذي أداه اجتهاده إلى القعود فقام، وقد قال صلى الله عليه وسمل وهم بالحضرة: (( ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تردوا على الحوض ) ).
فصل: مراتبهم في الفضل
162 -ومن قولهم: إنّ أفضل الصحابة رضوان الله عليهم:@