يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً [فصلت: 15] ، وقال: {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58] ، وقال: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28] ، وقال: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41] ، وقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116] ، وقال: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} [الحجر: 29] [ص:72] ، وقال: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام: 19] في أشباه لهذه الآية.
6 ـــ فنصّ سبحانه على إثبات أسمائه وصفات ذاته، فأخبر جل ثناؤه أنه ذو الوجه الباقي بعد تقضّي الماديات، وهلاك جميع المخلوقات، وقال تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] ، وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] .
7 ـــ و (اليدين) : على ما ورد من إثباتهما في قوله تعالى مخبرا عن نفسه في كتابه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} [المائدة: 64] الآية، وقال عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] ، وليستا بجارحتين، ولا ذواتي صورة. وقال تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] ، وتواترت الأخبار بإثبات ذلك من صفاته عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال (( كلتا يديه بمعين ) ): يعني صلى الله عليه وسلم أنه لا يتعذر عليه بإحداهما ما يتأتى بالأخرى.
8 ـــ و (الأعين) : كما أفصح القرآن بإثباتها من صفاته فقال عز وجل: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور: 48] ، وقال: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} [هود: 37] ، وقال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] ، وقال: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] ، وليست عينه بحاسة من الحواس، ولا تشبه الجوارح والأجناس إذ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
وقال صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدجال [ (( وإنه أعور ) )وقال (( وإن ربكم ليس بأعور ) )] . فأثبت له العينين.
فصل: (في ذكر بعض الصفات لله) @