9 ـــ ومن قولهم: إن الله تعالى لم يزل مريدا، وشائيا ومحبا، ومبغضا، وراضيا، ومواليا، ومعاديا، ورحيما، ورحمانا، وأن جميع هذه الصفات راجعة له، وحنق وغيظ يلحقه، وحقد يجده، وأنه تعالى راض في أزله عمن علم أنه بالإيمان يختم عمله، ويوافي به، وغضبان على من يعلم أنه بالكفر يختم عمله، ويكون عاقبة أمره، قال الله تعالى جده: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 16] ، وقال: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] ، وقال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40] ، وقال تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [المائدة: 119] ، وقال: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 80] ، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الممتحنة: 13] ، وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ، وقال: {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98] ، وقال: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 257] ، وقال: {هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] ، وقال {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان: 30] في أمثال لهذه الآي].

فصل: في الاسم والمسمى

10 ـــ ومن قولهم: إن الاسم هو المسمى نفسه، وأنه غير التسمية التي هي قول المسمى، والدليل على ذلك قوله عز وجل: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} [يوسف: 40] الآية؛ فأخبر تعالى أنهم يعبدون أسماءهم وإنما عبدوا الأشخاص دون الكلام والقول الذي هو التسمية، فدل ذلك على أن الاسم الذي ذكره هو نفس المسمى.

11 ـــ وقال عز وجل: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] . وكذلك قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] . أي: سبح ربك الأعلى، وكذلك قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 78] . أي: تبارك ربك، وقال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 31] والإخبار بالهاء والميم ترجع إلى المسميات لا إلى الأسماء التي هي العبارات. @