94 ـــ ومنها التصديق بما جاء عن الله، وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخباره، ووجوب العمل بمحكم القرآن، والإقرار بنص مشكله ومتشابهه، وما غاب عنا من حقيقية تأويله فنكله إلى الله تعالى، إذ هو العالم بتأويل المتشابه من كتابه، والراسخون في العلم يقولون: آمنا به كل من عند ربنا.
95 ـــ ومن قولهم: إن التصديق بالرؤيا واجب، والقول بإثباتها لازم، وأنها جزء من أجزاء النبوة، كما ورد الخبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى أنس، وأبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ) ).
ومعنى ذلك: أن الأنبياء عليهم السلام يخبرون بما سيكون، والرؤيا تدل على ما سيكون.
96 ـــ وقال عز وجل: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] ، وجاء عن النبي عليه السلام، وعن غير واحد من الصحابة، والتابعين: أنها الرؤيا الصالحة، يراها المؤمن أو ترى له.
97 ـــ وقال عز من قائل مخبرا عن نبيه يوسف عليه السلام: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4] إلى آخر الآيات. وقال مخبرا عنه: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف: 100] وكذلك ما أخبر به من رؤيا إبراهيم عليه السلام في قوله: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [الصافات: 102] يريد: العمل، أي: بلغ أن يتصرف معه وأن ينفعه: {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: 102] إلى آخر الآيات.@