وقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] ، وقال ابن عباس والبراء: يعني صلاتهم إلى بيت المقدس.
فسمى الصلاة إيمانا، في نظائر لهذه الآي تدل على أن الإيمان كما قالوه.
67 ـــ فإن قال قائل: فما الإيمان عند المتكلمين من أصحابكم؟!
قلت: التصديق كما قدمناه أولا، ودللنا على صحته.
فإن قال: وما الطاعات عندهم؟
قلنا: شرائع الإيمان!، بدليل قوله تعالى في غير موضع: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة: 277] فوصفهم بالإيمان ووصفهم بعمل الصالحات، فدل على أن الأعمال الصالحة شرائع الإيمان هو التصديق.
فإن قال: تأويل الن عباس والبراء لقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] يعني: صلاتكم يدل على أن الإيمان: الطاعات، وأن كل طاعة إيمان؟
قلت: ليس بدال على ذلك، إذ ممكن أن يحمل ذلك على التوسع، فلذلك سمينا الصلاة إيمانا إذ كانت من شرائع الإيمان، وبالله التوفيق.
68 ـــ ومن قولهم ـــ أيضا ــ: إن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويقوى بالعلم، ويضعف بالجهل، ويخرج بالكفر.
والدليل على زيادته قوله عز وجل: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] ، وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: 124] ، وقوله: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] ، وقوله: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31] في أمثال لذلك من الآي. @