39 ـــ ومن قولهم: إن كلام الله صفة لذاته، لم يزل ولا يزال موصوفا به. قال جل ثناؤه: (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ) ).

وقال: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] الآية، قال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15] ، وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الأنعام: 115] ، وقال: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} [البقرة: 75] ، وقال: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144] .

40 ـــ وسامع كلامه منه تعالى بلا واسطة، ولا ترجمان كجبريل وموسى ومحمد صلى الله عليه وسلم سمعه من الله غير متلو ولا مقروء، فهو القائل جلا جلاله لموسى عليه السلام: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] ، وكذلك قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ، فأكد الفعل بالمصدر الذي يزيل المجاز، ويوجب الحقيقة.

وقال: {مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة: 253] ومن عداهم ممن لا يتولى خطابه بنفسه فإنما يسمع كلامه متلوا ومقروءا. وقال عز من قائل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] ، يريد: متلوا ومقروءا.

فصل: في أن القرآن كلام الله غير مخلوق

41 ـــ ومن قولهم: إن القرآن كلام الله، وصفة لذاته، جديد لا يبلى، ولا يفنى، ولا يخلق على كثرة الرد، منزل مفروق، ليس بخالق ولا مخلوق، وقال الله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] . قال ابن عباس: غير مخلوق.@