فهرس الكتاب
الصفحة 46 من 66

فصل: في الجن

148 -ومن قولهم: إن الجن موجودون، وباقون إلى يوم الحشر، وأن منهم المؤمن، والكافر، وأن مؤمنيهم يدخلون الجنة، وكافريهم يدخلون النار، وحكمهم في ذلك حكم الإنس، وأنهم مكلفون، ومأمورون، ومنهيون، وأنهم أجسام مؤلفة، وأشخاص وجثث، وأنهم يرون ما هم عليه من التمثل، والتخيل، والتصور الذي ينقلهم الله إليه دون أن يقدروا، وأن بعضهم يرى بعضا على حقائق ما هم عليه، وأن الشياطين منهم: وهم المردة، يسلكون الإنسان ويصرعونه، ويكون منهم مس له، وأن جميعهم في الدنيا يأكل، ويشرب، وينعم، ويألم، ويتناكح كالإنسان سواء.

صحت بذلك الأخبار، وثبتت به الآثار، وجاءت به نصوص القرآن.

149 -قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179] ، وقال مخبرا عنهم: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} [الجن: 11] إلى قوله: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [الجن: 15] ، وقال عنهم: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ} [الأحقاف: 31] الآية.

وقال إخبارا عن سليمان عن سليمان عليه السلام: {وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} [سبأ: 12] الآية.

150 -فلما كانوا داخلين في الوعيد مع الإنس بظاهر النص، صح أيضا أنهم داخلون في الوعد معهم، من حيث كانوا مكلفين.

وقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1] إلى آخر الآيات، وقال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات: 158] ، وقال مجاهد: لمحاسبون. يعني: الجن.

151 -وقال عز وجل في سورة الرحمان-: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31] ، ثم قال بعد ذلك: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39] ، ثم قال: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ} [الرحمن: 43] يعني: مجرمي الجن والإنس، ثم قال: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 56] ؛ والطمث: الوطء بالتدمية.

قال بعض العلماء: هذا يدل على أن للمؤمنين من الجن أزواجا من الحور.@

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام