وجاء: أن هؤلاء تؤجج لهم نار فيقال لهم: اقتحموها فمن اقتحمها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى وجبت عليه الحجة )) .
145 -وقال بعض العلماء: منهم شقي وسعيد، وهم في مشيئة الله عز وجل يفعل فيهم ما يشاء.
واحتج من قال إنهم في النار مع آبائهم بقوله تعالى إخبارا عن نوح عليه السلام: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ} [نوح: 26، 27] الآية والقول الأول أصح إسنادا وأولى.
146 -وقد احتج بعض العلماء بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه ويُنصّرانه ) ).
والفطرة: هي الإسلام، بدليل قوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] .
وقيل: (( الفطرة ) )العهد والميثاق الذي أخذ عليهم حين فطروا.
ومعنى قوله: (( يهودانه وينصرانه) أي: يحكمان: له بحكمهما.
وقيل: يدعوانه إلى ما هما عليه من اليهودية والنصرانية.
وقيل: يعلمانه ذلك، ويربيانه عليه.
وقال آخرون: ليسوا مع آبائهم؟ لأنهم ماتوا على الميثاق الذي أُخذ عليهم في صلب آدم، ولم ينقضوه، وهو قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] .
واستدل آخرون على أنهم في الجنة بقوله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8، 9] قال: فكيف تعذب أطفال المشركين وهم لا ذنب لهم؟ تعالى الله أن يفعل ما ذم من أفعال الآدميين، واحتجوا أيضا بما وراه عكرمة عن ابن عباس أنه قال أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب بقول الله تعالى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8، 9] .@