60 ـــ ومعنى قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143] أي: بأنه لا يراك شيء من خلقك إلا حل به ما حل بالجبل.
وقيل: أول من آمن بأنك لا ترى في الدنيا.
ومعنى: قوله: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ، أي: في الدنيا: لأن موسى إنما سأله الرؤية في الدنيا، وكان ذلك جوابا لسؤاله
61 ـــ وكذلك معنى قوله عز وجل: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] أي: في الدنيا، لأنها دار الفناء، والنظر إليه تعالى من جزاء الأعمال، وهو أبلغ الجزاء، قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] وليست الدنيا بدار جزاء.
62 ـــ وقيل: معني {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] أي: لا تحيط به، وهو تعالى محيط بها كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61] ، بعد قوله: {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] وقال في قصة فرعون: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [يونس: 90] فالإدراك في هاتين الآيتين: الإحاطة لا الرؤية، فكذلك هو في الآية المتقدمة سواء.
63 ـــ ومن قولهم: إن الله تعالى يحاسب عباده يوم القيامة، ويسألهم عن أعمالهم، على ما أخبر به في قوله: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ} [المائدة: 109] ، وقال عز وجل: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النساء: 41] الآية. وقال: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6] ، وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93] ، وقال: {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ} [الشعراء: 113] ، وقال: {أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 62] .
64 ـــ وحدثنا محمد بن عبد الله، قال: نا وهب بن مسرة، قال: نا محمد بن وضاح، قال: نا ابن أبي شيبة، قال: نا وكيع، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى@