وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] ، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] ، وقال: {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55] ، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158] ، وقال مخبرا عن فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية.
14 ـــ [وقوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 3] الآية.
المعنى: وهو المعبود في السموات وفي الأرض.
وقيل: وهو المنفرد بالتدبير فيهن. وقيل: ذلك على التقديم والتأخير أي: وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات وفي الأرض.
وقيل: التام وهو الله]. وقيل: في السموات.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] يعني: أنه إله أهل السماء، وإله أهل الأرض.
15 ـــ وقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] ، {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] ، {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] . يعني: أنه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أن ذاته معهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وقوله عز وجل: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية. يعني: أنه تبارك وتعالى عالم بهم وبما خفي من سرهم وبنجواهم بدليل قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [المجادلة: 7] ، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فابتدأ الآية بالعلم، وختمها بالعلم.
وروى مقاتل بن حيان عن الضحاك في الآية قال: هو تعالى فوق عرشه، وعلمه معهم.
أي: محيط. فسبحان من لا يبلغه وصف واصف، ولا يدركه وهم عارف.
16 ـــ حدثنا خلف بن إبراهيم المالكي، قال: نا محمد بن عبد الله بن حيويه النيسابوري، قال: نا إبراهيم بن جميل، قال نا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي نا سريج بن النعمان قال: نا عبد الله بن نافع قال:
قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان.@