يريد أهلها. فأما قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ، وقوله: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} [البقرة: 30] {وَقُلْنَا يَا آدَمُ} [البقرة: 35] وشبه ذلك فعلى الحقيقة، لا على المجاز.
191 -ولا تحمل صفات الله تعالى على العقول والمقاييس، ولا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه نبيه، أو أجمعت الأمة عليه.
والدعوة من الله تعالى عامة حجة له، والمنة خاصة؟ قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] الآية.
192 -الخلق عاجزون غير مستطيعين إلا شيئا قدره الله تعالى.
ولاستطاعة مع الفعل لا قبله، بدليل أنها سبب له، يوجد الفعل بوجودها، يعدم بعدمها، والكل عاجزون عن طاعته إلا بتوفيقه، وغير قادرين على معصيته إلا بتقديره.
193 -وطلب المكاسب على جهاتها حلال، مباح، واسع. قال عز من قائل: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10]
وقال صلى الله عليه وسلم: (( أجملوا في الطلب ) ).
وأكل الحلال فريضة لقوله عز وجل: {كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [المؤمنون: 51] ، وتجنب الشبهات، واتقاؤها من كمال الورع، وفي ذلك السلام من الحرام لقوله صلى الله عليه وسلم: (( من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ) ).
والحلال موجود، غير معدوم، قال الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275] ، وقال: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188] الآية. قال: التجارة رزق من رزق الله، وحلال من حلال الله تعالى، ولو كان الحلال
معدوما على ما يزعمه بعض المعتزلة؛ لصار الحرام مباحا للضرورة إليه.
194 -وكل شراب من عنب، أو زبيب، أو تمر، أو تين، أو عسل، أو حنطة أسكر كثيره فقليله حرام لقوله صلى الله عليه وسلم حيت سئل عن البتع-وهو شراب يصنع من العسل: (( كل شراب أسكر كثيره فهو@