فهرس الكتاب
الصفحة 4 من 363

لكان حقيقاً على الله عز وجل أن يكبّه على منخريه في نار جهنم [1] .

وأضفوا على الأئمة صفات الله تعالى، بل تجاوزوا ذلك حيث وصفوا الله تعالى بالبداء وهو العلم بالشيء بعد حدوثه، بينما نفوا عن أئمتهم المزعومين الجهل والسهو، وزعموا أن الأئمة يعلمون الغيب وما تخفي الصدور وما في الأرحام.

والرافضة يُكفّرون كل من يخالفهم في مسألة الإمامة بل بنجاسة المخالف، وفي مقابل ذلك وضعت الرافضة فضائل ومناقب عديدة لمعتقد الولاية فاقت تزكية اليهود لأنفسهم، والأغرب من ذلك أن كل رافضي يقترف الخطايا فإنما إثم لك يُحسب على المخالف لهم وهم أهل السنة [2] ، وحديث الطينة مشهور عندهم.

ونظراً لاتخاذ الرافضة الكذب ديناً في إرساء قواعد دينهم، فإنهم تأولوا القرآن الكريم بما يناسب خدمة دينهم، بل تجرّؤا أكثر من ذلك فقاموا كأسلافهم من اليهود بالتحريف في الكتب السماوية، وإن الناظر في تحريف الرافضة للقرآن الكريم وإضافة أسماء أئمتهم ضمن الآيات القرآنية ليجد العجب العجاب، ويكفينا أن نذكر مثالاً واحداً على ذلك ومن أراد التوسع في ذلك فليراجع الكتب التي بحثت في موضوع تحريف الرافضة للقرآن الكريم.

عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: سألته عن قول الله جل وعز: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} ، قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم.

قلت: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} [3] .

قال: والله متم الإمامة لقوله عز وجل: {الذين آمنوا [4] بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} [5] فالنور هو الإمام.

قلت: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} .

قال: وهو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق.

قلت: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} .

(1) بحار الأنوار 27/ 180.

(2) انظر كتابنا"الشيعة وصكوك الغفران".

(3) الصف: 2.

(4) في المصحف الشريف: فآمنوا بالله.

(5) التغابن: 8.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام