فهرس الكتاب
الصفحة 264 من 363

قال الرافضي:"وعن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال لعليّ:"أنت مني وأنا منك"."

والجواب: أن هذا حديث صحيح أخرجاه في الصحيحين من حديث البراء بن عازب، لَمّا تنازع علي وجعفر وزيد في ابنة حمزة فقضي بها لخالتها، وكانت تحت جعفر، وقال لعليّ: "أنت مني وأنا منك" [1] . وقال لجعفر: "أشبهت خَلْقِي وخُلُقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا".

لكن هذا اللفظ قد قاله النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لطائفة من أصحابه، كما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قلت نفقة عيالهم في المدينة جمعوا ما كان معهم في ثوب واحد، ثم

(1) هذه العبارة جزء من حديث طويل عن البراء بن عازب رضي الله عنه جاء في ثلاثة مواضع في: البخاري 3/ 184 - 185 (كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح عليه فلان بن فلان ... ) وهو حديث صلح الحديبية وأوله: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: لما صالح رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أهل الحديبية كتب عليّ بينهم كتاباً وفيه: قال:"أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله"وآخر الحديث:"فخرج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فتبعتهم ابنة حمزة فقالت: يا عم يا عم، فتناولها علي فأخذها بيدها، وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال عليّ: أنا أحق بها، وهي ابنة عمي وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى بها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لخالتها، وقال: "الخالة بمنزلة الأم". وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك". وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخُلُقي". وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا"."

وجاء الحديث أيضاً في البخاري 4/ 103 - 104 (كتاب الجزية والموادعة، باب المصالحة على ثلاثة أيام ... ) ولكن لم ترد فيه هذه العبارة، 5/ 141 - 142 (كتاب المغازي، باب عمرة القضاء) .

وذكر البخاري هذه العبارة في أول باب مناقب علي بن أبي طالب من كتاب فضائل الصحابة 5/ 18 ولكنه لم يذكر الحديث كاملاً.

وجاءت هذه العبارة في أحاديث أخرى منها حديث عن حُبشيّ بن جُنَادة رضي الله عنه في: سنن الترمذي 5/ 299 - 300 (كتاب المناقب، باب 85) ونصه:"علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي". وهذا الحديث في: سنن ابن ماجه 1/ 44 (المقدمة، باب فضل علي بن أبي طالب) ، المسند (ط. الحلبي) 4/ 164 - 165.

وجاءت هذه العبارة في حديث آخر عن أسامة بن زيد في المسند (ط. الحلبي) 5/ 204. وانظر: الرياض النضرة للمحب الطبري 2/ 225 - 226.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام