فهرس الكتاب
الصفحة 478 من 823

ذلك ... لكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدًا إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة كأبي ثور (1) ، وابن خزيمة، وأبي الشيخ الأصبهاني (2) ، وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة" (3) ."

وقد أنكر القرطبي والمازري وصف الله تعالى بالصورة، وذكرا تأويلات عديدة لهذه الأحاديث، وأطال المازري جدًّا عند حديثه عن هذه المسألة على غير عادته.

قال القرطبي عند شرحه لحديث:"يأتيهم الله في صورته":"أما الصورة الثانية التي يعرفون عندما يتجلى لهم الحق، فهي صفته تعالى التي لا يشاركه فيها شيء من الموجودات، ولا يشبهه شيء من المصورات ... ولا يستبعد إطلاق الصورة بمعنى الصفة، فمن المتداول أن يقال: صورة هذا الأمر كذا، أي: صفته" (4) .

وعند شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم:"فإن الله خلق آدم على صورته"قال:"أي على صورة وجه المضروب ... وهذا هو ظاهر الحديث، ولا يكون في"

(1) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي إمام حافظ فقيه من أصحاب الشافعي مفتي العراق في زمنه كان من العلماء الورعين والأئمة المجتهدين توفي سنة (240 هـ) سير أعلام النبلاء (12/ 72) . طبقات الحفاظ ص (247) ترجمة (506) .

(2) عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ له العديد من المصنفات منها كتاب"العظمة"وغيره توفي سنة (369 هـ) . سير أعلام النبلاء (16/ 276) ، معجم المؤلفين (2/ 277) .

(3) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (1، 538/ 539) وقد نقله من كتاب"نقض أساس التقديس"لابن تيمية (3/ 202) فما بعدها.

(4) المفهم (1/ 418) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام